مدونة مادة الإجتماعيات : افتتاح الموقع الرسمي انتظروا منا الأفظل والأجمل والأرقى إنشاء الله (مع تحياتي المشرف العام عبد الغني أيت الفقير)

مدونة مادة الإجتماعيات

فضاء جديد لمتابعة الدروس

الدخول المدرسي 2013-2014

نبذة عن الموضوع

متابعة الدروس

تقنية جديدة في استيعاب الدروس خارج الفصل

سبيلك للنجاح

دراسة جيدة + مراجعة = نجاح.

مبــروك النجاح

لكل الناجحين نقول مبرووووك

الأحد، 29 سبتمبر 2013

8éme: الدولة المرابكية والموحدية (دعم 2)


 الدولة المرابطية - المغرب     
المرابطون، دولة إسلامية أمازيغية حكمت شمال غرب أفريقيا والاندلس ما بين أعوام 1056-1060 ميلادية حتى العام 1147 ميلادي. امتد حمكها من شمال غرب إفريقيا إلى شبه الجزيرة الإيبيرية وجنوب الصحراء. اتخذت من فاس عاصمة لها بين 1056-1086م ثم انتقلت العاصمة إلى مراكش منذ 1086م.

الدولة المرابطية - المغرب   ا


       أصله يرجع أصل المرابطين إلى قبيلة لمتونة -المشهورة في بلاد موريتانيا- والتي دخلت في الإسلام في القرن السابع الميلادي. بينما يرجع أصل التسمية إلى أتباع الحركة الإصلاحية التي أسسها عبد الله بن ياسين في منطقة التيدرة شمال العاصمة الموريتانية نواكشوط, والذي قاد حركة جهادية لنشر الدين وكان رجالها يلزمون الرباط (يرابطون) بعد كل حملة من حملاتهم الجهادية، بدأت الحركة بنشر الدعوة في الجنوب -انطلاقاً من شنقيط (موريتانيا حاليا).
  التوسع
الدولة المرابطية - المغرب    

الإمبراطورية المرابطية : 
  موريتانيا
       انطلاقا من جزيرة التيدرة في موريتانيا بدأ المرابطون بنشر دعوتهم بين القبائل البربرية الصنهاجية وكذلك بين الأفارقة بمناطق جنوب الصحراء، فبفضلهم إعتنقت الإسلام قبائل التكرور (ولاية صغيرة تقع حاليا في السنغال). في سنة 1054م تمكن المرابطون من إخضاع سجلماسة في الشمال وبعدها أوداغست سنة 1055م في الجنوب، وبهذا أصبحت طرق القوافل التجارية التي تعبر الصحراء تخضع بالكامل للمرابطين.
       توفي يحيى بن إبراهيم في إحدى المعارك سنة 1056م، فتولى أبو بكر بن عامر قيادة الجيش بعده. بدأ المرابطون تحت إمرته بنشر الدعوة خارج الصحراء، فأخضعوا قبائل جبال الأطلس. بعدها انتصروا على البرغواطيين غير أن المواجهة كانت قوية نظرا للمقاومة العنيفة والتحصينات المنيعة للبرغواطيين، وفي إحدى المعارك استشهد عبد الله بن ياسين. في ظل هذا التوسع الكبير شمالا، ظهرت في الجنوب فتن وثورات فقرر أبو بكر بن عمر سنة 1065مم تقسيم الجيوش المرابطية إلى قسمين، اتجه بالقسم الأول إلى الجنوب لقمع الثورات بينما عهد إلى ابن عمه يوسف بن تاشفين قيادة الجيش والتوغل شمالا.
        بعد وفاة أبو بكر بن عامر سنة 1087م، أصبح يوسف بن تاشفين هو القائد الأعلى للجيوش المرابطية فأخضع تحت إمرته كل البلاد الواقعة اليوم بين المغرب وموريتانيا وفي سنة 1062 بنى مدينة مراكش واتخذها عاصمة للدولة. أما سنة 1080م اجتاح ممكلة تلمسان التي تقع اليوم بغرب الجزائر فأنشأ بها مدينة تلمسان الحديثة. وقد بلغت حدود الدولة المرابطية إلى وهران شرقا.
 إمبراطورية غانا
     تغلغل المرابطون في المناطق الواقعة جنوب نهر السنغال، فدخلوا في حروب مع إمبراطورية غانا إلى أن فتحوها سنة 1045م. استيلاء المرابطين على المملكة وضع حدا للسيطرة العسكرية والاقتصادية لهذه الأخيرة، فأسلم العديد من أهل المنطقة بينما قرر آخرون المغادرة وأنشؤوا بدورهم مملكة أخرى أسموها مملكة مالي.
 شبه الجزيرة الإيبيرية
      في سنة 1086م قام ملوك وأهالي الأندلس بدعوة يوسف بن تاشفين للدفاع عنهم ضد جيوش الفونسو السادس، ملك قشتالة وليون. في نفس العام عبر جيش المرابطين مضيق جبل طارق متجها نحو الخزيرات حيث أوقع بجيش الإيبيريين خسارة مذلة في معركة الزلاقة الشهيرة. بعد رده للصليبيين عاد يوسف بن تاشفين أدراجه إلى إفريقيا لكي يخمد بعض الثورات الصغيرة.
بعد أربع سنوات من معركة الزلاقة، أي في سنة 1090م عاد يوسف بن تاشفين إلى شبه الجزيرة الأيبيرية لكن هذه المرة لكي ينهي حكم ملوك الطوائف في الأندلس. ولقد لقي مسعاه استحسان ودعم السكان الذين ناصروه على ملوكهم. لم يكن سكان الأندلس هم الوحيدين الذين دعموا يوسف بن تاشفين في مسعاه بل كذلك مشايخ الإسلام في الشرق ومن بينهم الإمام الغزالي في فارس والطرطوسي بمصر (هذا الأخير كان أندلسي المولد -طرطوس) الذان أفتيا بجواز تنحية ملوك الطوائف عن عروشهم وذلك لفساد حكمهم ودينهم.
     في سنة 1094م استطاع يوسف بن تاشفين القضاء على كل الممالك باستثناء ممكلة سرقسطة. ومن جهة أخرى كانت مدينة فالنسيا هي المدينة الوحيدة التي أخذها يوسف من الصليبيين.

الدولة المرابطية - المغرب           

الإمبراطورية المرابطية في أقصى امتدادها :
 إمارة المسلمين :
       كان يوسف بن تاشفين على اتصال بالدولة العباسية في الشرق حيث كان يتبادل الرسائل الودية مع الخليفة العباسي في بغداد والذي يلقب بأمير المؤمنين ولهذا لم يقبل بأخذ هذا اللقب لنفسه واكتفى بلقب أمير المسلمين وكان ذلك سنة 1097م.
       مات يوسف بن تاشفين عن عمر يناهز المئة سنة تاركا وراءه إمبراطورية مترامية الأطراف، تمتد من الأندلس وجزر البليار شمالا إلى مملكة غانة جنوبا ومن الجزائر شرقا إلى المحيط الأطلسي.
  الانحدار :
     بعد قرون من السيطرة والقوة جاء عصر التدهور وكان ذلك في عهد علي بن يوسف (1106م-1143م) حيث تعرض المرابطون إلى هزائم متعددة على أيدي الإسبان في الأندلس كما ضعفت قوة الدولة في المركز حيث كانت الفتن والقلائل والثورات وذلك للزيادة في المكوس وفساد الطبقة الحاكمة. وتمثل أهم الأخطار الداخلية على المرابطين بداية الدعوة الموحدية بقيادة المهدي بن تومرت والتي ابتدأت في العام 1030م وتسببت في انهيار الدولة المرابطية ودخول المهدي بن تومرت لمدينة مراكش عاصمة المرابطين سنة 1147م.
الدولة المرابطية - المغرب    

 المسجد الكبير بالجزائر العاصمة :
تاثرت العمارة عند المرابطين بفنون العمارة الأندلسية، مع تأثيرات مشرقية، وأهم ما يميز العمارة في هذه الفترة جامع تلمسان و جامع ندرومة و جامع الجزائر. دمرت معظم إنجازاته المعمارية على أيادي الموحدين، الذين خلفوا المرابطين في منتصف القرن 5 الهجري / منتصف القرن 12 الميلادي. 

الدولة المرابطية - المغرب

 يوسف بن تاشفين : 

            في النصف الأول من القرن الخامس الهجري، في أقصى بلاد المغرب العربي، التفت جماعة من الناس حول عالم فقيه يدعى (عبد الله بن ياسين) وكان هدفهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر تعاليم الإسلام، أطلق عليهم الملثمون لأنهم كانوا يتلثمون ولا يكشفون وجوههم، وهي عادة لهم كانوا يتوراثونها جيلاً بعد جيل، وحين قتل عبد الله بن ياسين سنة 461هـ/1068م في حرب جرت مع (برغواطة) قام مقامه أبو بكر بن عمر الذي عين ابن عمه يوسف بن تاشفين أميرًا على الملثمين، لانشغاله بقتال عبدة الأصنام في جنوب المغرب، والقضاء على فتنتهم وكان يوسف بن تاشفين يتمتع بصفات جعلته محبوبًا؛ فهو شهم، حازم، شجاع علاوة على قدرته على القيادة والزعامة، ومهابة الناس له، مما جعل الناس تلتف حوله، وتساعده في العمليات العسكرية، ونشر تعاليم الإسلام في المغرب الأقصى، وبناء دولة المرابطين، ولما عاد أبو بكر بن عمر بعد قضائه على الفتنة وجد يوسف بن تاشفين يتمتع بمكانة عالية بين جنده ورعيته، فتنازل له رسميًّا عن السلطة وخلع نفسه وأقام مكانه ابن عمه يوسف اتخذ ابن تاشفين مدينة (مراكش) التي أنشأها عاصمة لملكه سنة 465هـ لتكون نقطة الانطلاق لتوحيد وتجميع قبائل المغرب الأقصى تحت سيطرته، وبناء دولة قوية، كما أنشأ أسطولاً بحريًّا، ساعده على ضم المناطق المطلة على مضيق جبل طارق مما سهل ضم المغرب الأوسط، وأقام ابن تاشفين علاقات سياسية مع جيرانه من أمراء المغرب والمشرق، كما أحاط نفسه بمجموعة من الأتباع ينظمون أمور الدولة، فأعطى دولته طابع الملك وفي ذلك الوقت كانت الأندلس تعاني من التفكك تحت حكم ملوك الطوائف الذين كانوا يواجهون خطر غزوات المسيحيين، وسيطرة ملوكهم وتعسفهم في مطالبة الولاة المسلمين بما لا طاقة لهم به، وكان يوسف يفكر في حال المسلمين في بلاد الأندلس وما يفعله النصارى بهم ويتجه إلى الله تعالى مستخيرًا إياه يتلمس منه النصر، وكان إذا أجبر على الكلام قال: أنا أول منتدب لنصرة هذا الدين، ولا يتولى هذا الأمر إلا أنا واستنجد أمراء الأندلس بابن تاشفين لينقذهم من النصارى وكان على رأس من استنجد به (المعتمد بن عباد) أمير إشبيلية، فأعد ابن تاشفين جيشه وقبل أن يعبر البحر نحو الأندلس بسط يديه بالدعاء نحو السماء قائلاً: اللهم إن كنت تعلم أن في جوازنا أي (اجتياز البحر) هذا خيرًا للمسلمين، فسهل علينا جواز هذا البحر، وإن كان غير ذلك فصعبه حتى لا أجوزه. والتقي بجيش النصارى بقيادة ألفونسو السادس في موقعة (الزلاقة) سنة 480هـ/1087م وانتصر جيش ابن تاشفين انتصارًا هائلاً، وبعدها وحَّد المغرب والأندلس تحت قيادته الخاصة، ورأى شيوخ المرابطين ما يقوم به يوسف من أعمال عظيمة فاجتمعوا عليه وقالوا له : أنت خليفة الله في المغرب وحقك أكبر من أن تدعى بالأمير، بل ندعوك بأمير المؤمنين، فقال لهم: حاشا لله أن أتسمى بهذا الاسم، إنما يتسمى به الخلفاء، وأنا رجل الخليفة العباسي، والقائم بدعوته في بلاد المغرب، فقالوا له: لابد من اسم تمتاز به، فقال لهم: يكون (أمير المسلمين). وبعد انتهاء موقعة الزلاقة بايعه من شهدها معه من ملوك الأندلس وأمرائها أميرًا على المسلمين، وكانوا ثلاثة عشر ملكًا، واستطاع يوسف بن تاشفين أن يوقف زحف جيوش النصارى، وأن يعيد ما استولوا عليه من الأندلس.

         وقد امتدت دولته فشملت الأندلس والمغرب الأقصى، وازدهرت البلاد في عصره، وضرب السكة (أي العملة) ونقش ديناره: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وتحت ذلك: أمير المسلمين يوسف بن تاشفين، وكتب في الدائرة: (ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) وكتب على الوجه الآخر من الدينار: الأمير عبد الله أمير المؤمنين العباسي، وفي الدائرة تاريخ ضرب الدينار وموضع سكه.

    وكان ابن تاشفين كثيرَ العفو، مقربًا للعلماء، وكان إذا وعظه أحدهم خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبه لها، وظهر ذلك عليه، ولما بلغ الإمام أبا حامد الغزالي ما عليه ابن تاشفين من الأوصاف الحميدة وميله إلى أهل العلم، عزم على التوجه إليه فوصل الإسكندرية، وشرع في تجهيز ما يحتاج إليه، وعندما وصله خبر وفاة ابن تاشفين رجع عن ذلك العزم، ففي سنة 498هـ أصيب يوسف بن تاشفين بمرض أدى إلى وفاته ودفن في مدينة مراكش وقال عنه المستشرق يوسف أشباخ: (يوسف.. أحد أولئك الرجال الأفذاذ الذين يلوح أن القدر قد اصطفاهم لتغيير وجهة سير الحوادث في التاريخ، فقد بثَّ بما استحدث من نظم وأساليب روحًا قوية في القبائل والشعوب التي يحكمها، وقد فاضت هذه الروح إلى تحقيق العجائب).. رحمة واسعة جزاء ما قدم للإسلام والمسلمين.
 قائمة الأمراء
      هذا وقد حكم دولة المرابطين ستة ملوك منهم: أبو بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين الذين أسسوا الدولة وبنوها وهذه قائمة بأسماء ملوك المرابطين وفترة حكمهم:وكان حكمهم في دار النعيم.
1- أبو بكر بن عمر (448هـ - 480هـ).
2- يوسف بن تاشفين (480هـ - 500هـ).
3- على بن يوسف (500هـ - 537هـ).
4- تاشفين بن على (537هـ - 541هـ).
5- إبراهيم بن تاشفين (541هـ، وتوفى سنة توليه).
6- إسحاق بن على (541 هـ، سقوط الدولة).

8éme: الدولة المرابطية والموحدية (دعم)

 أهم أحداث فترة حكم المرابطين والموحدين
 
العهد المرابطي
 
1035  يحيى بن إبراهيم زعيم قبيلة جدالة البربرية يحج إلى مكة المكرمة.
1037  عبدا لله بن ياسين، الزعيم الروحي، يبدأ بوضع أسس عقيدة حركة المرابطين.
1055
 المرابطون يستولون على سجلماسة (المغرب) بقيادة أمير قبيلة لمتونة البربرية يوسف بن تاشفين.
1059
 وفاة عبد الله بن ياسين وتحول الجماعة الدينية إلى مملكة.
1070  بداية تأسيس مدينة مراكش عاصمة الموحدين.
1080  يوسف بن تاشفين مؤسس الدولة المرابطين يبدأ بتلقي طلبات من الأندلسيين للتدخل ونجدة ملوك الطوائف الذين أصبحوا مهددين بزحف النصارى بقيادة ألفونسو السادس.
1084  المرابطون يستولون على سبتة.
1085  ألفونسو السادس يستولي على طليطلة.
1086  أمير المرابطين يوسف بن تاشفين يقرر التدخل في شبه الجزيرة الايبيرية وينتصر في معركة الزلاقة في بطليوس (باداخوث).
1090  يوسف بن تاشفين يستولي على مملكة غرناطة مبتدئا بذلك مسيرة ضم الأندلس.
1091  المرابطون يستولون على قرطبة وألمرية وبطليوس واشبيلية ويأمرون بنفي ملك اشبيلية المعتمد بن عباد إلى  أغمات.
1094  جيش المرابطين يصل إلى لشبونة.
1098  المناداة بيوسف بن تاشفين أميرا للمسلمين وحامي حمى الدين ونائبا لأمير المؤمنين.
1102
 المرابطون يستولون على بلنسية وبقية شمال الأندلس ويصلون  حتى وادي ايبرو، ويوسف بن تاشفين يعين ابنه علي بن يوسف وليا للعهد.
1106
 وفاة يوسف بن تاشفين والمناداة بابنه علي أميرا مكانه، والمرابطون يستولون على جزر البليار.
1110
 المرابطون يستولون على إمارة سرقسطة.
1118  ألفونسو (المقاتل) يحتل سرقسطة.
1138  علي بن يوسف يعين ابنه تاشفين وليا للعهد.
1142  بداية تقسيم الأندلس ونشوء ما يسمى بحقبة دول الطوائف الثانية.
1143  تاشفين بن علي يتولى حكم دولة المرابطين التي تزداد انقساما مع مرور الأيام.
1145  وفاة تاشفين بن علي، الأمير المرابطي الثالث على الأندلس.
1146  الاعتراف بسيادة الخليفة الموحدي عبد المؤمن على جزء من الأندلس، وبداية عهد جديد هو عهد الموحدين.
1147  الموحدون يدخلون مراكش عاصمة المرابطين
 
 
 عهد الموحدين  القرن (12م- 13م)
 
 
1123  حركة الموحدين تبدأ الجهاد انطلاقا من تينمل جنوب مراكش ضد المرابطين.
1130  وفاة ابن تومرت مؤسس عقيدة الموحدين، والمناداة بتلميذه عبد المؤمن حاكما على جزء من المغرب.
1132  بداية الاندفاع التوسعي للموحدين في شمال افريقيا.
1145  إنزال طلائع جيوش الموحدين على سواحل شبه الجزيرة الايبيرية استجابة لطلبات استغاثة بعث بها بعض الأندلسيين إلى عبد المؤمن لوقف زحف الجيوش النصرانية بسبب ضعف المرابطين في بعض المناطق.
1149  الموحدون يسيطرون على اشبيلية وقرطبة ويبدأ توسعهم في شبه الجزيرة الايبيرية والاعتراف بسيادة الخليفة عبد المؤمن على بعض أجزاء الأندلس.
1155
 عبد المؤمن يعين ابنه أبو يعقوب حاكما على اشبيلية.
1163  وفاة عبد المؤمن وحلول الخليفة أبو يعقوب محله.
1171  البدء في تشييد صروح ضخمة من قبيل (تورّي ديل اورو) برج الذهب ومئذنة اشبيلية    (الخيرالدا).
1184  وفاة الخليفة أبو يعقوب وتولية ابنه أبو يوسف مكانه.
1195
 حملة الخليفة أبو يوسف إلى شبه الجزيرة الإيبيرية وانتصاره في معركة ألأرك .
1199
 وفاة أبو يوسف في اشبيلية وتولية ابنه الناصر مكانه وبداية اضمحلال دولة الموحدين.
1212  النصارى يهزمون الموحدين في معركة العقاب (نافاس دي تولوسا).
1213  وفاة الخليفة الناصر وتولية ابنه المستنصر مكانه.
1228  إعلان خلافة المأمون وبداية حقبة دول الطوائف الثالثة.
 1232  وفاة المامون، وإعلان محمد ابن نصر سيادته على أراضي جيّان وغرناطة، وبهذا تبدأ آخر ممالك الأندلس حتى سقوط غرناطة عام 1492 .
1268
 المرينيون يستولون على مراكش عاصمة الموحدين ويحلون محلهم في المغرب .

 

6éme: تقديم حول التاريخ والجغرافيا

1- مفهوم التاريخ : 

        التاريخ هو تحليل وفهم للأحداث التاريخية عن طريق منهج يصف و يسجل ما مضى من وقائع و أحداث و يحللها و يفسرها على أسس علمية صارمة بقصد الوصول إلى حقائق تساعد على فهم الماضي و الحاضر و التنبؤ بالمستقبل.

قال الشاعر العربي :
                               ليس بإنسان ولا عاقل من لا يعي التاريخ في صدره
                                  ومن درى أخبار من قبله أضاف أعمارا إلى عمره


المنظور الحضاري في التدوين التاريخي عند العرب :

يقول محيي الدين محمد بن سليمان الكافيجي (788-879هـ-"وأما علم التاريخ فهو علم يبحث فيه عن الزمان وأحواله، وعن أحوال ما يتعلق به من حيث تعيين ذلك وتوقيته".ويذهب سيد قطب إلى أن التاريخ في المكان والزمان

مصطلح التاريخ و تطورات التي لحقت به

التاريخ اصطلاحا : جملة الأحوال والأحداث التي يمر بها كائن ما، على الفرد أوالمجتمع, كما يصدق على الظواهر الطبيعية والإنسانية.
في اللغة تعريف :  الوقت، وتاريخ الشيء وقته وغايته، والتاريخ أيضاً علم يبحث في الوقائع والحوادث الماضية.

     قال (ابن خلدون): « أنه خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم، وما يعرض لطبيعة ذلك العمران من الأحوال، مثل التوحش والتأنس، والعصبيات، وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن ذلك من الملك والدول ومراتبها، وما ينتحله البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش والعلوم والصنائع، وسائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعته من الأحوال» (المقدمة ص57).

         إلا أن بعض المؤرخين يقتصر على ذكر الأخبار والوقائع من دون أن يذكر أسبابها، وبعضهم الآخر يأبى الاقتصار على التعريف بالحوادث الماضية، فيمحّص الأخبار، ويعلل الوقائع، ويستبدل بالتسلسل الزماني ترتيباً سببياً يرجع فيه الحوادث إلى أسبابها، والوقائع إلى أحوالها. فإذا جعل المؤرخ همّه تمحيص الأخبار، ونقد الوثائق والآثار، كان تاريخه انتقادياً، وإذا استخرج من ذكر الأحوال الماضية عبرة تتم بها فائدة الاقتداء لمن يروم ذلك في تربية النشء كان تاريخه أخلاقياً، وإذا عني بأخبار الدول وعلاقتها بعضها ببعض للإفادة منها في تدبير الدولة كان تاريخه سياسياً، وإذا تجاوز ذلك كله إلى تعليل الوقائع، لمعرفة كيفية حدوثها، وأسباب نشوئها، كان تاريخه فلسفياً. 

      و مرت كلمة التاريخ بتطورات عديدة في الثقافة العربية، فقد بدأت بمعنى التقويم والتوقيت في صدر الإسلام، واحتفظت بهذا المعنى لفترة، ثم صارت بمعنى آخر وهو تسجيل الأحداث على أساس الزمن، لتحل كلمة "التاريخ" تدريجيا محل ما كان.


2 - الجغرافيا :

هي علم يدرس الأرض والظواهر الطبيعية والبشرية عليها، ويعود أصل الكلمة إلى اللغة الإغريقية، ترجمتها بالعربية "وصف الأرض".

     فلفظ الجغرافيا Geography لفظ إغريقي هو في الأصل geographica، مؤلف من شقين: أولها Geo ويعني الأرض، وثانيهما Graphica ويعني الوصف أو الصورة.

 


     وعلى هذا الأساس فالجغرافيا هي "وصف الأرض " وقد كانت كذلك في بدايتها حيث كان الرحالة يصفون ويسجلون مشاهداتهم عن البلاد والأقاليم التي يزورونها.

   كلمة الجغرافية في اللغة العربية تعتبر حديثة بعض الشئ، حيث كان العرب والمسلمون يستعملون صورة الأرض أو قطع الأرض أو خريطة العالم والأقاليم أو المسالك والممالك أو تقويم البلدان أو علم الطرق.
اتفق على تقسيم علم الجغرافيا عبر العصور إلى الأقسام التالية وهي:
  • الجغرافيا الطبيعية : وهي التي تهتم بدراسة طبيعة الأرض من حيث البنية الجيولوجية والظواهر الجوية والنبات والحيوان الطبيعي أو البري. ومنها أيضاً الجغرافيا الفلكية وتهتم بدراسة شكل الأرض وحجمها وحركتها وكرويتها وعلاقاتها بالكواكب الأخرى.
  • الجغرافيا البشرية : وتنقسم إلى جغرافية السكان والجغرافيا الاقتصادية والجغرافيا السياسية وتبحث في أقطار الأرض وحدودها السياسية ومشكلاتها وسكانها
  • علم الخرائط : وهو علم يهتم بالخرائط وطرق إنشاءها
  • وأخيراً انضم فرع جديد هو نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

باسكال بليز "Blaise Pascal"

باسكال، بليز "Blaise Pascal"
 (فيزيائي ورياضي وفيلسوف فرنسي)




باسكال، بليز "Blaise Pascal"؛ (19 يونيو 1623 - 19 أغسطس 1662)، فيزيائي ورياضي وفيلسوف فرنسي اشتهر بتجاربه على السوائل في مجال الفيزياء، وبأعماله الخاصة بنظرية الاحتمالات في الرياضيات هو من اخترع الآلة الحاسبة. استطاع باسكال أن يسهم في إيجاد أسلوب جديد في النثر الفرنسي بمجموعته الرسائل الريفيّة.

أدَّت أعمال باسكال المهمة في مجال ضغط السوائل إلى إيجاد المبدأ المسمى قانون باسكال، الذي ظهر خلال الخمسينيات من القرن السابع عشر الميلادي. وينص هذا المبدأ على أن السوائل الموجودة في الأوعية تنقل ضغوطًا متساوية في كافة الجهات، كما يوضح العمليات التي تقوم بها ضاغطات الهواء، والمضخات الفراغية، والرافعات الهيدروليكية، ورافعات السيارات، والمضاغط. ساعدت تجارب باسكال على إثبات أن للهواء وزناً، وأن ضغط الهواء يمكن أن ينتج فراغًا، وبذلك أزال شكوك العلماء في ذلك الوقت في إمكان وجود الفراغ.

وخلال الخمسينيات من القرن السابع عشر الميلادي قدم باسكال، وعالم الرياضيات الفرنسي بيير دي فيرمات نظرية الاحتمالات، وناقشا بعض تطبيقاتها. وصمم باسكال عام 1654م تنظيمًا ثلاثيًا من الأرقام يكون فيه كل رقم مساويًا لمجموع الرقمين المجاورين له من جهة اليمين، وعلى جانبه الأيسر في الصف الذي يكون أعلاه مباشرة. ويمكن استخدام هذا التنظيم الذي سمِّي مثلث باسكال في حساب الاحتمالات. انظر: التباديل والتوافيق. واخترع باسكال أيضًا آلة حاسبة تؤدي عمليات الجمع والضرب.
__________________________________________________________1 حياته
2 الهندسة الرياضية عند باسكال
3 إنجازاته

     3.1 - التحليل المتناهي الصغر
     3.2 - في الحساب
     3.3 - في الاحتمالات
     3.4 - الآلة الحاسبة
____________________________________________________________

حياته:
وُلد باسكال في مدينة كلير مونت ـ فيراند بفرنسا. وقد أظهر نبوغا في الرياضيات منذ أن كان طفلاً. واشتغل في حركة دينية تسمى الجانسينية، وفي أواخر عام 1654م دخل ديرًا من أديرة هذه الجماعة في مدينة بورت ـ رويال. وقد اتهمت المنظمة اليسوعية الجانسينيين بالبدعة، وأدانت قائدهم أنطوني آرنولد. وردًا على هذا الاتهام قام باسكال فورًا بنشر 18 كتيبًا ساخرًا سميت الرسائل الريفية، وقد لاقت شعبية عظيمة في عامي 1656 و 1657م.

ظل باسكال يدافع منذ عام 1658م وحتى وفاته عن عقيدته. وقد وُجدت بعض أجزاء من عمله هذا الذي لم يكن قد اكتمل في ذلك الوقت بعد وفاته، وطبع باسم بنسيز. ويعبر هذا العمل عن إيمان باسكال بأن هناك حدودًا للحقائق التي يمكن أن يدركها العقل، وأن الإيمان من القلب بالرسالة المسيحية هو المرشد الرئيسي إلى الحقائق.

_______________________________________________________

الهندسة الرياضية عند باسكال:

فيما عدا الهندسة المتناهية الصغر عالج باسكال الهندسة الإسقاطية كما تناول المخروطيات les coniques وبعدها القطاعات المخروطية. بدأ الاهتمام بالهندسة من عمر الثانية عشرة عندما قرأ كتاب العناصر لأقليدس. وأكمل اهتمامه بشكل رصين منذ السنة 1639 بالنسبة للدائرة، المخروط، الكرة، الأمكنة الهندسية لنقطة متغيرة. لكن الهندسة التحليلية التي عالجها ديكارت لم يهتم بها باسكال مطلقا.

لكن عمل باسكال الهندسة لم ينل إعجابا في عصره، فقد بقي حتى القرن التاسع عشر حين جاء بننسيليه Poncelet فأظهر أهمية باسكال.

_________________________________________________________

انجازاتة :

التحليل المتناهي الصغر

كانت له مكإنة عظيمة في هذا الميدان، وقد نشر باسكال أعماله في هذا المجال بين سنة 1650 و 1660 أي في آخر سني حياته، اعتمد قليلا على ستيفن، ودي كارت، وروبرفال، وتورتشللي وغيرهم. لكنه سبق نيوتن، وليبنتز، الذين أخذوا عنه أشياء كثيرة، كما تناول مفهوم الحدود، ومرائل التكامل ومفهوم المثلث المميز المعروف باسمه Triangle de Pascal>/O:P>

قام باسكال بتطبيق كل هذه الأساليب في مسائل عديدة في الرياضيات حينا وفي الفيزياء والميكانيك حينا آخر.

__________________________________________________________

في الحساب

اهتم بخصائص السلاسل العددية الصحيحة وبالترتيب العددي والأعداد الطبيعية والأعداد المثلثية، ومثلث باسكال وتطبيقاته العديدة.

__________________________________________________________

في الاحتمالات

يمكننا عن حق القول بأن باسكال هو الذي أسس حساب الاحتمالات. كان هناك احتمالات الألعاب وبعض أنواع التجارة وما شابه إنما لم يكن هناك علم بالمعنى الصحيح يرتكز إلى أصول الرياضيات.

__________________________________________________________

الاله الحاسبة:

تعتبر هذه الآلة إحدى أوجه تقدم العلوم التطبيقية. إنها فعلا اكتشاف جدير بالاهتمام، فهو الذي أوصل الإنسانية إلى الحاسبات الحديثة وما يمكن أن تصل إليه في المستقبل. فقد اكتشفها في روان Rouen سنة 1640 وهي آلة تقوم بإجراء للعمليات الحسابية الأربع دون جهد في التفكير وذلك لتأدية حسابات والده بسرعة.إن عملية مكننة الحساب تعتبر خطوة جبارة على طريق الحضارة الإنسانية.


من أقواله :

العدالة دون قوة عديمة الجدوى، والقوة دون عدالة استبداد.
- التفكير أقل من اللازم أو أكثر من اللازم عن أمور يجعلنا معاندين ومتعصبين.
- أكثر ما يدهشني أن كل منا غير مندهش من ضعفه.
- لا يرتكب المرء الشر كاملا وببساطة مثلما يرتكبه بناء على عقيدة دينية
- لو كان أنف كليوباترا أقصر لتغير كل ما على سطح الأرض.



الاثنين، 23 سبتمبر 2013

8éme : أنقل في دفتر التاريخ .


2
ـ تطور الدولة الإدريسية:
استمر حكم الدولة الإدريسية حوالي 130 سنة، ومر تطورها بثلاث مراحل:
مرحلة التأسيس: دامت 41 سنة، تبتدئ مع إدريس الأول (788م)، وتنتهي بوفاة
إدريس الثاني (829 م) الذي استمرت فترة حكمه 26 سنة.
مرحلة القوة: دامت 30 سنة، حكم خلالها ثلاث ملوك: محمد بن إدريس، علي بن
محمد ويحيى بن محمد.
مرحلة الضعف: دامت 59 سنة، حكم خلالها ثلاث ملوك: علي بن عمر، يحيى الثالث
ويحيى الرابع.
)
أنظر الخط الزمني الصفحة9.)

3
ـ الدولة الإدريسية في عهد إدريس الثاني:
بعد مقتل إدريس الأول بايع المغاربة ابنه إدريس الثاني سنة 803 م، الذي أسس مدينة
فاس واتخذها عاصمة لحكمه، كما عمل على تنظيم الإدارة والجيش وتوحيد معظم بلاد
المغرب، في حين بقيت بعض المناطق الغربية خاضعة لحكم البرغواطيين وجزء من
الشمال تحت حكم صنهاجة.

8éme: دور الأدارسة في تاريخ المغرب وتطوره الحضاري (دعم)

دور الأدارسة في تاريخ المغرب وتطوره الحضاري
         أسس إدريس بن عبد الله الدولة الإدريسية بعد نجاته من موقعة فخ الدامية، التي ترتبت على الانتفاضة الشيعية ضد حكم الخليفة العباسي موسى الهادي، والتي شهدتها مكة بقيادة الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب (سنة 169هـ).
1 - معركة فخ وميلاد الدولة الإدريسية
2 - بدايات تأسيس الكيان السياسي للدولة الإدريسية
3 - بيان إدريس الأول
4 - ما بعد إدريس الأول
5 - إدريس الثاني
6 - مذهب الدولة الإدريسية ودوره في توحيد الربوع المغربية
7 - بداية الانكسار والتراجع
1 - معركة فخ وميلاد الدولة الإدريسية :

        لحق إدريس بن عبد الله بالمغرب الأقصى هو ومولاه راشد. فنزل بمدينة وليلي سنة اثنتين وسبعين ومائة، وبها يومئذ إسحاق بن محمد بن عبد الحميد أمير أوربة من البربر البرانس فأجاره وأكرمه وجمع البربر على القيام بدعوته، وخلع الطاعة العباسية وكشف القناع في ذلك.
        ثم إن الظروف السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة في القسم الشمالي من المغرب الأقصى قبيل وصول إدريس كانت مهيأة لقيام إمامة سنية يكتب لها النجاح والتوفيق. فكانت الظروف ممهدة لزعامة سياسية في المغرب الأقصى؛ تمكن القبائل الصنهاجية المصمودية المتمسكة بالسنة من التخلص من سلطان البرغواطيين، حيث كان شيوخ أوربة مستعدين لتأييد قائد وزعيم يخلصهم من طغيان هؤلاء، وينشئ لهم دولة وكيانا سياسيا على أسس الإسلام القويم. لذلك لم تجد دعوة إدريس بن عبد الله هذه صعوبة كبيرة في الانتشار والتوسع في أوساط القبائل البريرية.
        وهذا يدل على أن اختيار إدريس الأول ومولاه راشد لبلاد المغرب الأقصى لم يكن أمرا اتفاقيا، وإنما كان اختيارا استراتيجيا وسياسيا مدروسا.
2 - بدايات تأسيس الكيان السياسي للدولة الإدريسية :

         إن اختيار إدريس الأول لمدينة وليلي كمنطلق لدعوته، يستند إلى أكثر من معطى واقعي، فمن جهة كانت وليلي وقتئذ مركزا وملتقى تجاريا لمختلف القبائل البربرية، كما كانت قبيلة أوربة تتزعم مجموعة كبيرة من القبائل يتسع نطاقها من الأطلس الأوسط إلى وادي سبو. هذه العوامل منحت المنطقة أن تكون أصلح ما تكون كمركز لدعوة سياسية..

         وحين حل إدريس بالمغرب، اتخذ مدينة وليلي منطلقا لدعوته، فدعا عبد الحميد عشيرته أوربه – وهي أكبر عشائر البربر – لبيعته، فكانوا أول من بايعه يوم الجمعة 4 رمضان 172هـ، وتلقب بـ"أمير المؤمنين". وخطب الناس يوم بويع فقال بعد حمد الله والصلاة على نبيه "لا تمدن الأعناق إلى غيرنا فإن الذي تجدونه عندنا من الحق لا تجدونه عند غيرنا".
        وتحدثنا المصادر التاريخية عن هذه البيعة التاريخية الأولى بالمغرب، التي بايع المغاربة بموجبها إدريس الأول سنة 172هـ ملكا لهم. وكيف أنها كانت بداية عهد جديد للإسلام والمسلمين في الغرب الإسلامي، ومن هؤلاء المؤرخين نذكر "ابن أبي زرع" في كتابه "روض القرطاس" إذ يقول عن هذه البيعة ما يلي: "بويع إدريس بن عبد الله بمدينة وليلي يوم الجمعة من شهر رمضان المعظم سنة 172هـ وكان أول من بايعه قبائل أوربة. بايعوه على الإمارة، والقيام بأمرهم وصلواتهم وغزواتهم وأحكامهم، ثم بعد ذلك أتته قبائل زناتة وأصناف البربر من أهل المغرب، ومنهم زواغة، وزواوة، ولماتة، وصدراتة، وغياتة، وتفزة، ومكناسة، وغمارة... إلى أن تتابعت الوفود من الأقاليم الصحراوية.."
3 - بيان إدريس الأول :
         أعلن إدريس دعوته إلى المغاربة، ونشر بيانه الأول ومما جاء فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الذي جعل النصر لمن أطاعه، وعاقبة السوء لمن عانده، ولا إله إلا الله المتفرد بالوحدانية. وصلى الله على محمد عبده ورسوله وخيرته من خلقه وآله الطيبين، أما بعد: فإني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، والى العدل في الرعية والقسم بالسوية ورفع المظالم والأخذ بيد المظلوم وإحياء السنة وإماتة البدع وإنفاذ حكم الكتاب على القريب والبعيد.. اعلموا يا معاشر البربر أني أتيتكم وأنا المظلوم الملهوف الطريد الشريد الخائف الموتور الذي كثر واطره وقل ناصره وقتل إخوته وأبوه وجده وأهلوه، فأجيبوا داعي الله عز وجل إذ يقول:( ومن لا يجيب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه من أولياء أولئك في ضلال مبين). أعاذنا الله وإياكم من الضلال وهدانا إلى سبيل الرشاد، وأنا إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عمّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)، هذه دعوتي العادلة غير الجائرة فمن أجابني فله مالي وعليه ما عليَّ، ومن أبى فحظه أخطأ وسيرى ذلك عالم الغيب والشهادة، إني لم أسفك دماً ولا استحللت محرماً ولا مالاً وأستشهدك يا أكبر الشاهدين وأستشهد جبريل وميكائيل إني أول من أجاب وأناب، فلبيك اللهم لبيك مزجي الجبال سرابا بعد أن كانت صماً صلاباً، وأسألك النصر لولد نبيك إنك على كل شيء قادر وصلى الله على محمد وآله وسلم..»

       من هذا البيان نستشف الأسس والركائز الدينية التي استندت ّعليها الدعوة الإدريسية، وخاصة مناداتها للعودة إلى المنابع الإسلامية الصحيحة والتمسك بالسنة، ومحاربة البدع ومختلف الانحرفات التي قد تظهر.
        إن هذا المنطلق الديني بات مؤشرا على نجاح هذا المشروع السياسي، فراح إدريس يضع اللبنات الأولى لكيان دولته الجديدة. ففي عهد إدريس الأول انتظم للدولة جيش كثيف وقوي أخضع من حوله من بلاد المغرب الأقصى الكثير، ونشر الإسلام بين القبائل التي كانت لا تزال على المجوسية أو اليهودية أو المسيحية مثل قندلاوة وبهلوانة ومديونة ..
ثم تقدم فأخضع تلمسان في المغرب الأوسط، وبهذا تمكن أمره واستقر حكمه وأرسى قواعد الدولة الفتية، ونجح في أن يقيم ملكاً وطيداً دعامته العدل وإنصاف الناس.
4 - ما بعد إدريس الأول :

      مع تعاظم قوة الدولة الإدريسية ومع توالي الانتصارات والنجاحات، أدرك هارون الخليفة العباسي مدى الخطورة التي قد يشكلها هذا النجاح الذي حققه إدريس الأول، فدبر مؤامرة لاغتياله، فنجح في تنفيذ مهمته.وتوفي إدريس بن عبد الله في (سنة 177هـ = 793م) على أرجح الروايات، بعد أن نجح في تحدي الصعوبات، وأقام دولة عُرفت باسمه "دولة الأدارسة".
5 - إدريس الثاني :

      شهد المغرب في عهد إدريس بن إدريس سنة 188هـ/804م نوعا من الازدهار والاستقرار. ومع توافد القبائل العربية من القيروان والأندلس إلى وليلى، قرر إدريس الثاني بناء مدينة فاس لتكون عاصمة للدولة الإدريسية وذلك سنة 192هـ/808م.
سار الإمام إدريس بن إدريس على نهج والده العسكري، فقاد حملتين، الأولى تجاه بلاد المصامدة، والثانية إلى تلمسان. وقد حقق نجاحات تلو النجاحات إلى أن توفي سنة 213هـ/828م وخلفه ابنه محمد الذي قسم مناطق الدولة على إخوته. فكان لهذا التقسيم تأثير سلبي على وحدة البلاد. وقامت صراعات داخلية بين الإخوة منذ 932 م، فكانت فرصة لحكام الأندلس الأمويين الذين استغلوا هذه الانقسامات، فقاموا مرات عدة بشن حملات في المغرب لإبعاد الأدارسة عن السلطة إلى أن وقعت الدولة الإدريسية تحت سلطة الأمويين. فتوزع سلطان الأدارسة بين الفاطميين والأمويين بالأندلس، فالقسم الشرقي من مراكش سقط في أيدي الفاطميين، والغربي في أيدي الأمويين.
6 - مذهب الدولة الإدريسية ودوره في توحيد الربوع المغربية :

       إذا كان الشائع في بعض الدراسات التاريخية أن تعد الدولة الإدريسية دولة شيعية، على أساس أن مؤسسيها وأئمتها كانوا من أهل البيت، فمن الثابت تاريخيا أن الأدارسة كانوا أهل سنة وجماعة. حيث تروي الكتب التاريخية روايات عن الإمام إدريس الأكبر تصب في هذا الاتجاه، فيروى عنه أنه قال مشيرا إلى مالك نحن أحق باتباع مذهبه وقراءة كتابه، يعني الموطأ، وأمر بذلك في جميع معاقله . ولم يعرف الأدارسة في بلادهم غير المذهب المالكي، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار مختلف الروايات التي  تؤكد أن المذهب المالكي قد دخل المغرب في هذا العهد، وقبله كان دخول كتاب الموطأ.
       لذلك لا يجد الباحث بدّاً من القول بأن نصرة مذهب السنة والجماعة كانت من الأسباب الحقيقية لقيام الإمامة الإدريسية ودوافع وجودها، والبيان الإدريسي الذي سبق أن أشرنا إليه يؤكد ذلك. وإن كان الوضع السياسي للدولة الناشئة لا يسمح لها بتعدد الاختيارات، وتقديم غير الأولويات، فقد كان همها الأول هو إثبات مشروعية الدولة الناشئة باعتبارها ثاني انقسام يحدث في رقعة الدولة الإسلامية المترامية الأطراف، وهو أمر لا بد له من مبرراته، ودواعي حدوثه حتى يكتسي الصفة الشرعية، فهي قبل إثبات الصفة مهددة باستمرار من الخارج ومن الداخل..
لذلك كان للأدارسة دور مؤثر وخطير في حياة المنطقة إذ نجح الأدارسة في توحيد المغرب الأقصى، وذلك نتيجة خطوات منها: إقامة حكومة مركزية في وليلى ثم في العاصمة الجديدة "فاس" تخضع لها مختلف القبائل. ثم إن الحملات العسكرية المتكررة كانت مجالا لحشد القبائل خاصة البربرية تحت راية واحدة وصهرها في مجتمع واحد متجانس. كما قاموا بحملات عسكرية كان الغرض منها القضاء على الوثنية المنتشرة في المنطقة، وكذلك القضاء على المذاهب الخارجية التي استشرى خطرها في البلاد، وترسيخ المذهب السني السلفي الصحيح.
       أضف إلى ذلك الترحيب الذي كان يلاقي به الأدارسة الوافدون العرب القادمين إلى هذه المنطقة، وما ترتب على ذلك من نشر للثقافة الإسلامية والعربية.
        إن هذا التمدن الحضاري أدى إلى أن يقع هناك اندماج حقيقي خصوصا بين الأدارسة والقبائل البربرية، حيث يؤكد غير واحد من المؤرخين والمؤلفين حصول اندماج حقيقي بين أعقاب إدريس الأول والقبائل البربرية، وإلى هؤلاء يرجع الفضل في نشر الدين الإسلامي.
رغم هذا كله، ظلت الحركة العلمية في عهد الدولة الإدريسية ضعيفة نظرا لتعثر انتشار واستقرار الإسلام بجميع الربوع المغربية، حيث كانت تنتشر بتلك الربوع الكثير من الفرق الضالة عن عقيدة أهل السنة والجماعة كالمعتزلة والخوارج وغيرها، الأمر الذي جعل أكثر جهود الدولة الإدريسية تتجه لنشر الإسلام وتوسيع مداه ومحاربة هذه الفرق.
كما كان لعدم تمركز اللغة العربية وبطء انتشارها بين المغاربة أثر سلبي على الحركة العلمية بالرغم من محاولات الأدارسة خاصة في دولتهم الأولى تعريب الأمة المغربية بتعريب أجهزتها الإدارية.
أضف إلى ذلك قلة الوافدين على المغرب الأقصى من المشرق، سيما وأن غالبية هؤلاء من الوافدين من العلماء والأدباء كانوا يتخذون المنطقة نقطة عبور، لا غير، إلى الضفة الأخرى.
7 - بداية الانكسار والتراجع :

        إن المشروع السياسي للدولة الإدريسية كان يحمل في طياته عوامل ضعف ومكامن نقص عجلت في انهياره، ويتجلى ذلك بالخصوص في سببين:
أولهما: أن الدعوة الإدريسية ظلت محصورة بين الصحراء والمحيط والأمويين في الأندلس ثم الأغالبة في إفريقية.
ثانيهما: هو أنها كانت تعتمد على البربر وهم متقلبون في مواقفهم، بل إن استراتيجية الدولة نفسها كانت متقلبة، خاضعة لأهواء هؤلاء، تميل مع مصالحهم أينما مالت حفاظا على بقائها واستقرارها.
      وهكذا كانت نهاية الدولة الإدريسية على يد الفاطميين سنة 364هـ/ 975م بعد أن عاشت ما يقرب من قرنين من الزمان، وأدت دورًا حضاريّا كبيرا في المغرب الإسلامي، إذ انتشر بهم الإسلام في المغرب بين البربر، وأسّسوا جامع القرويين الذي كان منارة للثقافة الإسلامية، وأسهمت إلى حد بعيد في تبديل الصورة النمطية القبلية التي كانت تعيشها المنطقة إلى نظام حضاري سيسهم في نشر الإسلام والثقافة العربية.
وتبقى تجربة الدولة الإدريسية تجربة سياسية ذات رسالة كبرى في سلسلة تجارب الحكم في تاريخ المغرب.

الهوامش :
1 - الاستقصا، للناصري1/208-209:
2 - ذكره عبد الحي الكتاني في التراتيب الإدارية، ج1/ص 8